حسن أزواوي -جديد انفو

الجيل Z هو جيل يهتم، عكس ما يعتقد الكثيرون، بالقضايا الاجتماعية، ولكن بشكل غير تقليدي. لا يظهر اهتمامه بالطرق المعتادة كالمظاهرات أو البيانات الا اذا لم يتم سماع صوتهم، وانما يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتعبير، ونشر القضايا، والتأثير. هو جيل يرفض الوصاية واللغة السلطوية. الجيل Z لا يستجيب لخطاب التوجيه المباشر أو الوعظ، بل يفضل الحوار والاحترام المتبادل والاعتراف بندّيته. وهذا ما اتضح جليا اثناء التظاهرات وفي تصريحات الشابات والشباب حيث لا يفهمون لماذا لا نتحاور معهم، فهذا الجيل نشأ في محيط تسوده حرية التعبير حيث ان وسائل التواصل الاجتماعي تعطيهم الكلمة في العديد من الأمور كي يعبروا على اختياراتهم.

الجيل Z هو جيل يعشق الحرية والاستقلالية حيث يرفض القيود الاجتماعية والتقاليد المفروضة. هو جيل يرفض الظلم و"الحُكرة" حيث لديه حساسية عالية تجاه الظلم الاجتماعي والتمييز. هو كذلك جيل يحب التنقل والتغيير، بل هما جزء من هويته حيث لا يحب الثبات في مكان واحد، سواء جسديًا أو فكريًا (وان سألتم الشركات العالمية لقالوا لكم ان هذا الجيل لا يحب البقاء في منصب واحد او شركة وحيدة حتى حين تكون وضعيته جيدة).

التعبير بطرق غير تقليدية حيث لا يستخدم دائمًا الخطاب المباشر، بل يعبّر من خلال الفن، الموسيقى، السخرية، أو حتى الصمت والانسحاب أو إدارة الظهر قد يكون تعبيرًا عن رفضه للوضع. وهنا يمكن ان نعطي نموذجين لهذا السلوك: إدارة الظهر تكون في ملاعب كرة القدم حين يحتاج الشباب التعبير عن الرضى من النتائج او من التسيير كما هو الشأن في مجال السياسة حيث ان الجيل Z لا يشارك في العملية الانتخابية ولا يسجل نفسه في اللوائح. ان الجيل Z يبحث عن المعنى والصدق، لا يقتنع بالشعارات، بل يبحث عن المصداقية في الخطاب والممارسة وسريع التمييز بين الخطاب الحقيقي والمزيّف.

الجيل Z رقمي بالفطرة وناقد بالتجربة لأنه نشأ وسط التكنولوجيا، لكن ليس منبهرًا بها. يستخدمها كأداة للتعبير والتأثير وليس للهروب. هو جيل عالمي في رؤيته، محلي في هويته، منفتح على ثقافات العالم، لكنه أيضًا حريص على خصوصيته وهويته المحلية. يدمج بين العولمة والأصالة بطريقته الخاصة. حضور قوي في الفضاءات الفنية والثقافية. ينجذب إلى المهرجانات، الموسيقى، الفن البديل والتعبيرات الرقمية حيث يرى في هذه المساحات متنفسًا حقيقيًا لهويته.

اعتقد بان شبابنا وشباتنا ليسوا كما يعتقد العديد، فهم مبدعون في ادواتهم و منخرطون في أعمالهم ومؤمنون بقدراتهم ومحبون لبلدهم ويحتاجون فقط لمن ينصت لهم ويؤمن بقدراتهم ويثق فيهم لتحرير طاقاتهم....