جديد انفو - متابعة
تشهد عملية قطف التمور في مختلف المناطق المغربية منذ بداية الشهر الماضي تطوراً ملحوظاً، خاصة في منطقة درعة تافيلالت التي تُعتبر المركز الرئيسي لزراعة وإنتاج هذه الثمار الاستراتيجية، حيث تسود أجواء من التفاؤل بشأن المحصول الحالي.
يؤكد محمد موعا المدير المساعد في الفيدرالية الوطنية البيمهنية لسلسلة التمور “تمور المغرب” في تصريح صحفي أن الموسم الزراعي الجاري يتسم بغزارة الإنتاج بشكل استثنائي. ويعزو هذا التحسن الملموس إلى التساقطات المطرية الهامة التي عرفتها المملكة خلال شهر أكتوبر من العام المنصرم، والتي أثرت بصورة إيجابية واضحة على المحصول هذا العام.
تشير التقديرات الأولية إلى أن الزيادة في الإنتاج قد تصل إلى 50% مقارنة بالعام السابق، وهو رقم يعكس حجم التحسن الكبير في هذا القطاع الحيوي. بدأت عمليات القطف في المناطق التقليدية منذ حوالي شهر، بينما انطلقت الأسبوع الماضي في مناطق التوسعات الحديثة حيث يتواجد المستثمرون الجدد والمزارع المستحدثة.
في هذا السياق، يطالب موعا بضرورة وقف عمليات الاستيراد خلال فترة الجني لحماية المنتجين المحليين، خاصة صغار الفلاحين، حتى انتهاء بيع المحصول المحلي. ويشير إلى أن السماح بالاستيراد يمكن أن يتم لاحقاً بعد تقييم الوضع العام وتحديد ما إذا كان هناك نقص في المعروض.
من ناحيته، يؤكد محمد قروي رئيس تعاونية مركونة بالريصاني في جهة درعة تافيلالت أن الإنتاج هذا العام مختلف جذرياً عن السنوات السابقة، مشيداً بالازدهار الذي تشهده المنطقة في هذا المجال. ويربط هذه النتائج المميزة بالتساقطات المطرية المفيدة التي انعكست إيجابياً على كمية المحصول وعلى مستوى الأسعار.
بخصوص الأسعار، شهدت انخفاضاً ملحوظاً هذا الموسم، حيث يبلغ سعر تمر المجهول الجيد 80 درهماً للكيلوغرام، بينما يتراوح المتوسط بين 50 و60 درهماً، والصغير عند 40 درهماً. أما تمر الفكوس المتوسط فيُباع بين 35 و40 درهماً، مقابل 50 درهماً للكيلوغرام من الفكوس الكبير، وما بين 15 و20 درهماً للفكوس الصغير.
يُباع تمر بوسليخن بسعر لا يتجاوز 10 دراهم للكيلوغرام، فيما يتنوع سعر الخلط بين 10 و30 درهماً حسب مستوى الجودة. هذا الانخفاض في الأسعار يعكس وفرة المعروض وجودة المحصول هذا العام.
عبر العديد من مزارعي جهة درعة تافيلالت عن رضاهم الكبير حول هذه الوفرة، مؤكدين أن الموسم الحالي سيساهم في تحسين الدخل العائلي للأسر التي تعتمد على زراعة النخيل كمصدر دخل أساسي. كما أكدوا توقعاتهم المسبقة بأن أمطار أكتوبر الماضي ستظهر آثارها الإيجابية خلال موسم الجني الحالي، مما يحقق إنتاجاً أكبر من العام السابق.
هذا التطور الإيجابي يُبشر بتعزيز مكانة المغرب كأحد المنتجين المهمين للتمور على المستوى الإقليمي والدولي، كما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحسين أوضاع المزارعين في المناطق الواحية.