تتجنب وزارة التربية والتعليم  التخفيف من حدة تأثير إضراب قرابة ستة آلاف مدرس ومدرسة على نتائج وعطاء ومردودية وسير العملية   التعليمية والتعلمية بالمدرسة العمومية المغربية من خلال لعبة تحايل ومسرحية حيل واضحة على الرأي العام الوطني.

أولى بوادر التاثير السلبي لاضراب المدرسين تكمن في حرمان آلاف الاقسام وطنيا من متابعة دروسها إسوة بباقي زملائهم الذين تلقوا كل دروس الدورة الاولى. يضاف الى ذلك حرمان بعض المؤسسات من تدريس مواد باكملها طيلة الدورة لعدم قدرة الادارة والنيابات على إيجاد مدرس بديل يمكنه تدريس مواد التخصص المعنية.

هذا العجز عن إيجاد أساتذة بدلاء يمكنهم ملء الفراغ الحاصل دفع بمجموعة من المدراء الى اتخاذ قرار عدم برمجة المواد المعنية في امتحانات الدورة الاولى كما وقع بالسمارة مثلا، حيث اضطرت ادارة ثانوية المسيرة الخضراء إلى عدم ادراج مادة اللغة الانجليزية ضمن المواد التي يجب أن يمتحن فيها تلاميذة السنة الثالثة إعدادي نظرا لعدم تلقي كل تلاميذ المؤسسة دروس هذه المادة لمشاركة المدرس في اعتصامات الرباط التي دخلت الان شهرها الثاني.

ومما يزيد الطين بلة هو مقاطعة المدرسن المضربين لعملية  الامتحان وكل ما يتعلق بها من مشاركة في وضع واقتراح الامتحانات والحراسة والتصحيح، بل قرار التنسيقية وأعضائها عدم ايفاء الادارة بنقط المراقبة المستمرة.

عدم تلقي نقط المراقبة المستمرة من الاساتذة المضربين دفع بالنيابات الاقليمية الى تكليف مدرسين آخرين لمدة لا تتجاوزالاسبوع والاسبوعين ومطالبتهم بوضع فروض للتلاميذ وإعطائهم نقطا في خطوة غريبة تضرب  القواعد الببيداغوية وعملية التقييم عرض الحائط لانه من االمستحيل أن يقوم مدرس بتقييم مستوى تلاميذة لايعرف اسماءهم بعد، ما بالك بمعرفة مستواهم التعليمي وكفاءاتهم التربيوية.

وتجنبا لاية ردود فعل ممكنة من  طرف المتعلمين خلال عملية الامتحانات، وفي خطوة استباقية، طلب جل المدراء من الاساتذة المشرفين على عملية وضع الامتحانات حصر الاسئلة في الدروس الاولى التي تلقاها كل التلاميذ قبل دخول اساتذتهم  الاصليين في اضراب تجنبا لاحتجاجات ممكنة في حالة وضع أسئلة في دروس لم يتلقاها هؤلاء.

يحدث كل هذا السيناريو الدرامي في لحظة تحرص فيه الوزارة ومعها الحكومة على تمويه الجميع باجراء الامتحانات في أجواء عادية وطبيعية تتماشى وأهداف  مسرحية مدرسة النجاح الفاشلة أصلا وفصلا.

وكل هذه الحيل تأتي لتفضح لامبالاة الحكومة بالشأن التعليمي وبمصير مئات الاف من ابناء الشعب الذين لم يتلقوا دروسا لمدة شهريين متتابعين، ولتدفعنا الى الشك في خطابات الاصلاح التربوي وأكذوبة الجودة والكفايات وكلام البيداغوجيا المستورد والمترجم الذي يتلاعب به القائمون على ميدان التربية و التكوين المتازم والقابل للانفجار إن عاجلا أو اجلا.