اللقاء الذي دأب حزب الباكوري على تنظيمه بشراكة مع جمعيات محلية بأزرو بمأوى بيربير (مصطلح قدحي للأمازيغية) ، حيث اجتمع ما يزيد عن 2000 من التنظيمات المحلية الإقليمية والجهوية، حجوا من جميع المناطق ليستمعوا لأسطوانة العادية والبكاء على الأطلال، ترى من مول ؟ هل جاء حزب التراكتور لينهض بساكنة الإقليم والجبل أم جاء ليبرهن بالوضوح أنه حزب كأمثاله من الأحزاب المخزنية التي جاءت خصيصا لتضرب في العمق الأمازيغية وسط قبائل أيت مكيلد أيت سغروشن أيت انضير إزيان أيت واراين .. وذلك بعدم كتابة اللافتات المنصوبة في اللقاء بالحرف الأمازيغي تيفيناغ ، إقصاء حرف تيفيناغ باللقاء والتركيز على المداخلات بالبسملة والنهاية بالحمدلة لدليل على أن البام لم يأت إلى أزرو بهدف النهوض بالأمازيغ ويقول فعلا باراكا من الحكرة فالحكرة بادية بإقصاء الحرف من اللقاء. 

كما أن اللقاء إستدعينا له بطريقة مغلوطة حيث أن الفرع الإقليمي بخنيفرة أخبرنا أن اللقاء خاص بجمعيات المجتمع المدني للتعبير عن مشاكل وهموم الساكنة بالمنطقة، وان حزب الأصالة والمعاصرة هو المنظم لهذا اللقاء وتفاجئنا عند وصولنا بجهات بدأت لقاءاتها منذ مدة لتحقيق أهداف شخصية غير التي تروج لها  .

إن القراءة الأولية تظهر أن حزب الأصالة والمعاصرة دأب على تنظيم مثل هذه اللقاءات بشراكة أو تنسيق مع جمعيات محلية هدفها الدفاع عن المصالح الشخصية، كما أننا لاحظنا أن الإشكالية الكبيرة التي جاء أطر الحزب لمناقشتها والتي تخص الجبل وهموم ساكنة الجبل ثم الإقصاء الممنهج التي يطال هذه الفئة من الساكنة بالمغرب (رغم وجود إطار يعنى بالجبل والذي دافع عن الجبل والجبليين في منتظمات دولية "جمعية سكان جبال العالم " ) لم تقم بتشخيص إستراتيجي تشاركي مع الساكنة الجبلية للوقوف على المعاناة الحقيقية لهذه الساكنة . وأن تنظيم لقاء لم يتمثل فيه سوى مجموعة معينة نجدها حيثما حللنا تتكلم بإسم الجبل ولا تعمل شيئا من أجل الجبل ، عضوين من المكتب الوطني لجمعية سكان الجبال كانوا حاضرين بقوة في هذا اللقاء الملغوم مع الغياب التام لباقي أعضاء المكتب الوطني يظهر بجلاء أن المكتب الوطني لم يعتمد المقاربة التشاركية في إتخاذ القرارات التي تهم الجبل والتنسيق مع الأحزاب فيما يخص الجبل و الذي جاء كأمثاله ممن سبقوه من الأحزاب لدرأ الرماد في العيون ، مع العلم أن جمعية سكان الجبال راكمت العديد من المحطات النضالية الخاصة بالساكنة الجبلية، حيث رافعت الجمعية في هيآت الأمم المتحدة واليونيسكو (وأنا كاتب هذا المقال من ضمن الذين وقعوا على وثيقة الجبل بحث الحكومات بالدول الممثلة على تطبيق قانون خاص بالجبل ) والملف رهن الدرس بأرشيفات اليونيسكو برفقة مجموعة من المناضلين الغيورين على الجبل وعلى مدى أسبوع تدارس الحاضرون مشاكل الجبل وخرجوا بتوصيات تخص الجبل والجبليين وذلك سنة 2010 بأولورون سانت ماري بليبيريني الباسكية ، بمشاركة 39 دولة .

غير أننا اليوم نلاحظ أن حزب الأصالة والمعاصرة جاء ليتبنى ملف الجبل الذي لا يعلم شيئا عن جبال الأطلس المتوسط والكبير ، وقد صرح السيد الباكوري بأنه لأول مرة يسمع بمثل هذه المشاكل بالأطلس المتوسط ، وهذه الطرقات التي لا يمكن السير فيها إلا بالجرار ، ترى هل سيحل الجرار بشراكة مع أمساي مشاكل الجبل .

إن الأطلس المتوسط والكبير قد خلف 700000 شهيد بشهادة الكتاب الكولونياليين والدم الذي سال بجبال لأطلس وتازيزاوت الذي يقول الكاتب الدكتور سار، رأيت بأم عيني روافد من الدماء تسيل ، ورأيت الحمار والحصان والجمل والإنسان هضبة تسيل منها دماء الشهداء ، رأيت صراخ النساء وأنين الجرحى، اليست الحكومات المركزية هي من طلبت من المستعمر ان تخضع لها القبائل الأمازيغية الم يكن الذين منحتهم فرنسا شرف قيادة القبائل بالسلاح والمال والعسكر هو المسؤول عن ما آلت إليه الأوضاع بالجبل. ألم تشهد معركة لهري قيام القبائل لمقاومة المستعمر الفرنسي ، الذي بعده إستغلت الحركة الوطنية التي إنبثقت عنها العديد من الأحزاب لتطمس هوية سيدي المكي أمهاوش وعسو أوباسلام وموحى أوحمو أزايي وزايد أوسكنتي وجيش التحرير الباسل بقيادة عباس المسعدي ، وتحديد العروبة والإسلام كمحددين أساسيين للدولة الوطنية بتازيزاوت وزيان بخنيفرة .

لنكن واقعيين، إن الذين يستهزءون بمشاعر البسطاء للوصول إلى اهداف شخصية إنتخاباوية وسياساوية ، لن يلمعوا صورهم بالتستر والدفاع عن ساكنة الجبال ، إن الدفاع الحقيقي ليس هو إلباس جلباب لأمين حزب تفرخ عن المخزن ، والدفاع الحقيقي ليس هو التمييز في ااملتقيات خيمة الكبار وخيام الصغار، وليس هو بالضرورة أن أكون بجانب أمين حزب ورئيس مجلسه الوطني .

الدفاع يقتضي نكران الذات يقتضي الجرأة يقتضي تاريخ نضالي نقي، يقتضي إستغلال الإمكانيات المادية المتاحة دون الإعتماد على الإمكانيات المخزنية ، من سيارات وقاعات وخيام ومال عام ... لقد إستفاق المغاربة عامة والأمازيغ خاصة وذلك بالتعبير الواضح والجرئ في اللقاء مداخلات نابعة من الأعماق مداخلات معبرة وصوت الأمازيغي الحر الذي لا يفقه شيئا في التخطيطات المستقبلية لنيل مقعد سواء جماعي أو برلماني أو ....