أَحْمِلُ جُرحي في يدي مُجددا و أنطلقُ
بلا دمعٍ في العينِ و لا وَهنْ
حسرةٌ أبدأُ بها قولي و أسفْ
من مُرِّ حالٍ
كعَلْقمٍ لم أذُقْ مثلَهُ طَعمُ.
فراغاً أحَلْتني يا زمنُ
ما بي هَمٌّ يُضنيني 
سوى لوعةٌ إسمُها "وطنُ"!
مُقدِّمةٌ بتراءُ تَجْترُّني
شَغفُ الحنينِ يَسابِقُ حُروفي..
ألاقيكَ
أتيهُ في تَقاسيمِكَ
تَستعصي عَلَيَّ ملامِحُكَ ، فلا أفهمُ
إنْ كنتَ مع عالمي تَتَواصلُ؟
أم كانت دُنياكَ .. عالمٌ آخَرُ؟

.....................................
.....................................

جُرحٌ بداخلي يَنزِفُ
يَتَقَطٍُّرُ هَوِيَّةً،
على مشَارِفَ تاريخٍ مَلْغومٍ
جُرحي يتورَّمُ،
هناكَ هُوَّةٌ
شرخٌ مع حاضرنا يَتعمقُ.
جُرحي يَلتَهبُ
حَوافِرٌ داسَتْهُ
بَنَتْ أمجاداً على مَصرَعِهِ
و انطلقتْ بنَصَرٍ زائفٍ .. تَحْتفِلُ.

.....................................
.....................................

.. و تنظَرُ في عيْني
تَتغزَّلُ في بعضي
كأنكَ لِعالمي لا تنتمي.
يَطيبُ لَكَ المِخْمَلُ الكاشفُ
و الِعطرُ الفواحُ على زِنْدي تَستَنشِقُ..
خشَبٌ أمامكَ جسدي
بِحَواسِّكَ لا ينفعلُ..
أزمِنَةٌ بيننا
مُحالٌ لُقيانا.
في بالي مُجَسَّمٌ عن وطنْ
يَحضُنُني، يُداويني
و في بالِكَ
سهرةٌ، و نشوةُ، و نغَمْ.
عن جَيْلي أُحاكيكَ
عن ضياعِنا
عن جذورِنا و أصولِنا و هواجِسِنا،
و عنِ اشتياقِكَ و حُرقَتِكَ تُطلِعُني
و كمْ كنتَ وَلْهاناَ،
صدِّقني
أزْمِنةٌ بيننا
مُحالٌ لُقيانا.

.....................................
.....................................

كبيرةٌ أحلامي و عقلي صغير.
أتيهُ في البلدةِ بينَ صفيرِ رِياحٍ
و رِجْعِ صداها بين البَيوتِ الخلاءْ
ما عادَ أحدٌ يُقِدُ نارَهْ
ولا حتى بكاءُ طِفلٍ تَتَرجَّاهْ.
أسيرُ و أملي وطنٌ
خلْفِيَّتُهُ من دونِ انفٍجارْ
من دونِ صفَّارَةِ إنذارْ
من دون احتقارٍ أوٍ انكسارْ.
أُقاسِمُكَ أفكاري، مَتاهاتي
فتَهمسُ : دَعينا الآنَ مِن هَوَسِكْ
عَجبي مِنِّي كيفَ احتَمَلْتُكْ!

.....................................
.....................................

رفاقي أوراقٌ و قلمْ
و خُططِي رسمٌ وَطنْ.
أَمحي حُدوداً،
أُزيلُ مُعتقلْ،
أزرعُ بَذوراً،
تَصيرُ شَجَرْ،
خارِطَتي مُمتدَّةٌ ما وراءَ الجسَدْ
ما وراءَ البحارِ إلى الأبدْ ..
نَبضي أحرُفٌ معناها وطن
حيثُ كلِّ الدَّمِ حرامٌ
و حيثُ يرقُدُ بَدني بسلامْ.
حُلُمي بسيطٌ
لا من تَصَوُّرِ أفلاطونَ
و لا من ضَربِ وَدعْ؛
حُلُمي وطنْ
حيثُ نكونُ بَشرْ.