حسن كجوط - ورزازات / جديد انفو 

في إطار الحفاظ على نمط "تمديازت" المهدد  بالاندثار، و الذي يعتبر من بين الأجناس الشعرية الأمازيغية المعروفة بطول أبياتها و المنتشرة  في قبائل الجنوب الشرقي والأطلس، فكر الفنان " الحوسين خيي " أن ينصب اهتمامه على هذا النوع الشعري مند مدة  لإنتاج قصائد شعرية  قديمة من  نوع " تمديازت" في تيمات مختلفة وأغراض متنوعة، وشارك بها في مهرجانات و لقاءات بشكل تطوعي، حيث أصبح شاعرا متألقا في فضاء الفن الأمازيغي بالجنوب الشرقي، واكتسب الكثير من الشهرة والمجد من خلال اهتمامه  بهذا الفن الذي  تعشقه  شريحة كبيرة من المجتمع،  من خلال استعماله للقاموس والتعابير الفنية و الصور الشعرية الأمازيغية القديمة هي  كلمات و ألحان تركت الأثر الكبير في قلوب و أذهان الجمهور، وأثارت الأحاسيس و كهربت المشاعر، وقد  فاجأ جمهوره بألبومه الغنائي  الاول الذي  طرحه في  الأسواق، بعد تعب التنقل  بين بيته و استوديو الفنان موح ملال  بمدينة وارزازات.

اختار الفنان الحوساين خيي المنحدر من بلدة " تابسباست " نواحي تنغير  اسم "ترسال/
tirsal" التي تعني الأعمدة كعنوان للألبوم الذي يعتبر أول إنتاجه الفني، والذي يضم أربعة أغناني كلها تنتمي لنمط شعري قديم يسمى ''تمديازت'' و المعروف في الأوساط والقبائل الأمازيغية بالأطلس و الجنوب الشرقي.

- تمديازت الأولى:  مّا نو/ mma nw أي أمي، و هي قصيدة شعرية تتحدث عن الأم ودورها في تربية الأجيال و الحفاظ على التراث و التاريخ و اللغة و القيم..، وفي الوقت  نفسه هي  عبارة  عن قصيدة  تكريمية لوالدته التي وافتها المنية في السنوات الأخير، والتي  اعتبرها  الفنان المدرسة التي علمته اللغة و القيم و الأخلاق الامازيغية ..

- تمديازت الثانية: تفاوت/ tifawt أي الصباح او النور، أغنية تتحدث عن صراع الثقافة و الهوية و اللغة الامازيغية  في بلادها " تامازغا"  كما تتحدث عن معاناة الأمازيغ عبر التاريخ، و صراعهم مع شعوب أخرى، بينما الشاعر يتفاءل ببزوغ النور  على لأمازيغ  والامازيغية بعد  ظهور حركات حقوقية أمازيغية في مختلف أقطار شمال أفريقيا تدافع  و تناضل من أجل أرضها و هويتها و حضارتها..

- تمديازت الثالثة: توزايت/ tawzzagt، وهو اسم لمنجم كبير يتواجد في أراضي جماعة إميضر بإقليم تنغير، و القصيدة  تتحدث عن معاناة  ساكنة إميضر التي اعتصمت فوق جبل ألبان المحاذي للمنجم المجدور أكثر من 6 سنوات تطالب بحقها ونصيبها من ثروة  ذلك المنجم الذي ينتج أطنانا من الفضة.

- تمديازت الرابعة: إمكوسا/ imkkusa أي الورثة، تحكي هذه القصيدة أحداث ووقائع صنعها الامازيغ في الماضي وتنكر لها التاريخ الرسمي في الحاضر، أبيات شعرية تنتقد السياسة التي تنهجها الدولة اتجاه الثقافة و اللغة و الهوية الامازيغية، و يسعى الفنان  إلى  إيقاظ الذات الأمازيغية و توعيتها  ودعوتها للاهتمام   بالأمازيغية ثقافة ولغة وقيما و تاريخا و حضارة ..

 الشاعر الحوساين خيي نظم قصائده في قالب القصيدة الأمازيغية القديمة بهدف الحفاظ على هذا الجنس الشعري المهدد بالزوال، حيث غابت عن الساحة الفنية أصوات شبابية مهتمة بفن ''تمديازت"،  فسالة الشاعر  هي قضية الموروث الثقافي والادبي و الشعري الأمازيغي، و الحفاظ على المنجد الأمازيغي وإحياء الشكل الهندسي لذلك النمط  و كذا الحفاظ على تقاليد الخصائص الشعرية الامازيغي القديمة ومحاكاته.