جديد انفو - متابعة
شاع بين الناس في المواجهة العنيفة بين المخزن وأساتذة " التعاقد " قبل مصطلح موظفي الاكاديميات وقبل "مصطلح الاساتذة الذين فرض عليهم التعاقد " شاع بين المتتبعين أن المحتجين زاغوا وضلوا في احتجاجاتهم في الشوارع وهم الذين وقعوا العقدة دون الادراك ودون الفهم العميق أن المواجهة انبنت وتفجرت طلبا للكرامة والعزة التي تمنح الشخص قيمة ترتبط بالغاية المطلقة من الكينونة في التواجد.
أنماط الاحتجاج والذي تختزله الصورة التي نقلت عنفها أنامل طرية عبر الفن بعد التصوير الآلي تعبر عن نقص عميق في الإدراك الايجابي لقيمة الاحترام وللذات البشرية والاعتراف بالغير عند المطالبة بالحق والحماية النفسية و الاجتماعية، فتواجه المطالب والاستغاثات بالعصي والدماء واللامبالاة وينسى الذين يتحملون المسؤولية أنهم كانوا أو يمكن أن يكون أبناؤهم في يوم ما في مواجهة مكشوفة مع عصيهم، فالشعور بالمهانة والاحساس بالظلم والاحتقار و " الحكرة " ممن يعتقد أنه قوي مقابل امرئ لا يرغب إلا في أن يكون عزيزا و يشعر بالكرامة في وطنه وبين أهله هو من أهم الأسباب التي وقفت وراء تفجر الغضب والذي ربما سيستمر حتى تحقيق المطالب حسب المربي الأستاذ بكل التسميات الحالية.
إن التوتر الذي ساد بين الأخلاق والتربية والسياسة بوسائل الردع المتاحة و محاولة الإرغام والتمريغ في مجتمع متفاوت وغير عادل جعل الاحترام غير متبادل بين الطرفين لاختلاف الرتب والدرجات الاجتماعية وتوقفت اللقطة في المكاشفة وجها لوجه بين الانا المربي والانا " القامع " فولد الحدث المكشوف عملة ومعاملة روجها الاعلام الاجنبي بوجه لا يليق عن وطن وحكومة تبنت التوجه الديمقراطي فأفرطت وتمادت في استعمال القوة ومصادرة حق المطالبة بما يحفظ الكرامة ..
ان قلة الاحترام التي تم بها التعامل مع المربي هي أمر مهين وجارح وجريح للمشاعر وهذه الندرة في التعامل أمر غير مبرر لأن احترام المربي أمر في المتناول ولا يتطلب الكثير من الجهد والتفكير بل يتطلب وفاء السياسي لذاته والعودة للمبادئ الحقوقية للذين يطلبون الاحترام و المنزلة والوقار والمجد والهيبة بضرورة الاستماع والاصغاء، فالاحتجاج سلمي ومؤطر للمطالبة بالإدماج والاندماج والتفاعل والتشارك باحترام الفاعل السياسي لمرجعياته النظرية و تطويعها لتصبح ملائمة مع الواقع الاجتماعي الذي يتحرك فيه الحراك. فمن حق المربي ممارسة الحوار والتواصل والنظر بشكل مختلف الى العالم والانتصار على السائد بالحق وبالسلم والتسلح بالثقة والأمل. فلم يكن هدف الغضب هو إيقاف العجلة كما يُروّج ومن الواجب المحافظة على آليات التحكم بالحوار و ايقاف حمى الحرب وتفكيك بُنى التعسف وتغيير أساليب المقاربة المخزنية ومن الضروري القيام بانقلاب فكري شامل في ّأساليب المعالجة، فعدد المحتجين من المربين يزداد سنة بعد سنة وسيتحكمون في المستقبل التربوي وستتوقف العجلة حقيقة في زمن ليس بالبعيد .