جديد أنفو - الرشيدية / متابعة

تشهد الواحات المغربية خاصة اندلاع حرائق تتلف العديد من أشجار النخيل وغيرها من الأشجار المثمرة، مما يسبب أضرارا اقتصادية و بيئية. ومن أجل التغلب على هذه الظاهرة والحد من أضرارها فقد تم تبني استراتيجية متكاملة ووضع خطط عمل وبرامج متناسقة تنسجم مع الواقع المحلي لكل واحة وتنبني على منظومة حماية ذاتية ضد الحرائق.

وفي هذا الإطار وتنزيلا لتوصيات أربع سنوات من التوعية والتأطير واللقاءات التواصلية و التحسيسية والتكوينية لفائدة الفلاحين وسكان الواحات، اعدت اللجنة الإقليمية تحت اشراف السيد الوالي و  بتنسيق مع السلطات الإقليمية والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت و الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات و شجرة الأركان والمكتب الجهوي للإستشارة الفلاحية والمصالح الجهوية و الإقليمية للوقاية المدنية  وكذا المجتمع المدني بإعداد برنامج قريب المدى للوقاية من حرائق الواحات والرفع من نجاعة التدخل وتطوير أساليب وأدوات التدخل السريع.

ولتنزيل هذا البرامج تم وضع برنامج عمل تم الشروع في خطة عمل خلال 2020 هم بداية واحات أوفوس و تنجداد بإقليم الراشيدية بتنسيق مع المصالح المعنية في إطار عمل اللجنة الإقليمية لمكافحة حرائق الغابات. وقد تم تعميم هذه الخطة و وضع برامج خاصة على مستوى واحة مزكيطة بإقليم زاكورة و واحة سكورة بإقليم ورززات و واحات تمنارت بإقليم طاطا. 

وحسب ماجاء في بلاغ صحفي للجهات المشرفة على هذا البرنامج يظل العنوان الأبرز لهذه التدخلات هو الحماية الذاتية والاستباقية والرفع من النجاعة في التدخل ضد جميع الحرائق المحتملة، إذ تم إصدار قرار عاملي يقضي بمنع حرق بقايا النخيل والأعشاب داخل الواحات بنفوذ إقليم الرشيدية، كخطوة تهدف إلى تفادي أهم سبب للحرائق بالمنطقة. وفي هدا الاطار تم تحرير مجموعة من المحاضر الزجرية في حق أشخاص تم ضبطهم في حلة مخالفة لمقتضيات هدا القرار.

كما يشمل البرنامج كذلك المساهمة في التوعية والتحسيس من مخاطر ومسببات هذه الظاهرة عبر القيام ب 30 حملة تحسيسية مكثفة طيلة الفترة بين ماي و شتنبر من كل سنة وإقامة لوحات تحسيسية وكذا المساعدة في تهيئة الواحات عبر تنقية الأعشاش وتثمين مخلفات النخيل، وتقوية قدرات التنظيمات المحلية بتوفير معدات وآليات التدخل السريع لمحاربة الحرائق، وكذا تسهيل عمليات الولوج والتدخل داخل الواحات ووضع آلة لفرم جريد ومخلفات النخيل المستخلصة من تنقية الأعشاش رهن إشارة تعاونيات خدماتية شبابية.

واشار ذات البلاغ بأنه تم إنجاز مختلف العمليات المبرمجة بمنطقة اوفوس و التي شملت اصلاح واحداث وتجهيز 8 نقط الماء  Poteaux d’incendies لتغطية الواحة من نقط الماء لإطفاء الحريق، وتهيئة ممرات ومسالك داخل الواحات على طول 5 كلم تهم جميع واحات اوفوس وذلك عبر مراحل بعد أن قامت اللجنة الإقليمية المعنية بتواصل وتشاور مع سكان وفلاحي منطقة اوفوس بجرد المقاطع الطرقية والممرات الرئيسية داخل واحات اوفوس، وتجهيز الإنارة باللوحات الشمسية بالمسالك الواحاتية، وتنقية أعشاش النخيل على مساحة 100 هكتار، وتوزيع 2000 فسيلة من أشجار النخيل، وبناء وتهيئة شبكة الري وبناء المنشآت الفنية وقد تم  وضع 7 لوحات تحسيسية على جنبات الواحات باوفوس تحمل شعار: تجنبوا اسباب الحريق بأربع لغات. وبغية إشراك المجتمع المدني في الحد من حرائق الواحات، تم توفير آليات للتدخل السريع لفائدة 8 منظمات مدنية بأوفوس و تنجداد من أجل احتواء الحرائق في مهدها كما تم تنظيم تكوينات ميدانية تطبيقية لفائدة هذه التنظيمات تحت إشراف و تأطير الوقاية المدنية.

واضاف ذات البلاغ أنه في ما يخص برنامج العمل بواحات تنجداد فقد تمت المصادقة على الصفقات الخاصة تهيئة و تأهيل 4 كلم من المسالك و أحدات و تأهيل 18 نقط الماء  Poteaux d’incendies وتنقية أعشاش النخيل على مساحة 150 هكتار، وتوزيع 6673 فسيلة من أشجار النخيل، وبناء وتهيئة شبكة الري وبناء المنشآت الفنية وبرمجة وضع 3 لوحات تحسيسية على جنبات الواحات.

كما يتم في إطار اللجنة الإقليمية برئاسة السيد الوالي  القيام بحملات مكثفة للتحسيس والتوعية بأسباب ومخاطر الحريق ابتداء من شهر ماي  والمستمرة لحد الآن بمختلف الواحات بإقليم الراشيدية من خلال وحدة متنقلة : لنحمي واحاتنا وذلك بتنسيق مع السلطة المحلية و الوكالة الوطنية لتنمية مناطق  الواحات وشجر الأركان و والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت والمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لتافيلالت وجمعية واحة فركلة للبيئة والثرات بتنجداد(الفيديو 1)

وتم اعداد قاعدة بيانات لجميع المعطيات المتعلقة بالبرنامج في نظام معلوماتي جغرافي لواحة اوفوس وهو بمثابة بروطوكول التدخل للوقاية وحماية الواحات. تشمل هذه القاعدة حصر وجرد وإعداد خرائط نقط الماء على مستوى واحات أوفوس و كذا حصر وجرد شبكة السواقي الرئيسية والثانوية والفرعية، والفوهات المائية، وكذا الحاجيات الأولية من الفوهات المائية، و ممرات ومسالك داخل الواحات بالمنطقة.

وتبقى التغيرات المناخية واثارها على ارتفاع درجة الحرارة وسرعة الرياح الشرقية بمثابة عوامل طبيعية يلزم تحليلها وادراجها في مختلف البرامج للتخفيف من حدة هذه التغيرات المناخية على المجال بصفة عامة والمنظومة الواحاتية بشكل خاص باعتبارها ثروة وطنية وثرات عالمي وكذا كحزام أخضر طبيعي في مواجهة التصحر وزحف الرمال بالنظر الى الموقع الجغرافي والإكولوجي للواحات.

وفي نفس الوقت يعتبر الإنسان الواحاتي؛ وبصفة عامة العنصر البشري؛ بمثابة العامل الأهم في الحد من وثيرة الحرائق والتغلب عليها نهائيا واستعادة الإلتزام الفردي والجماعي الذي يتميز به سكان تافيلالت وسكان وفلاحي الواحات بالخصوص. 

حيث لا يخفى على أحد ان النخيل والإستغلاليات الفلاحية بالواحات يغلب عليها طابع الملك الخاص ويتم تدبير و تنظيم الأشغال والعمليات الفلاحية وفق تنظيمات ومجموعات محلية يسيرها نظام العرف المحلي بتتبع من طرف ممثل الفلاحين على مستوى الدائرة السقوية لكل قصر على حدة. وجدير بالذكر ان هناك بواحات اوفوس بعض الدوائر السقوية التابعة لبعض القصور التي لم تشهد واحاتها أي حريق وذلك بفضل الإلتزام الفردي والجماعي الذي يربط فلاحي وسكان هذه الواحات تجاه احترام والعناية بالنخيل بالتشذيب المنتظم واخراج مخلفات النخيل خارج الواحة وتنظيم عمليات السقي في إطار جمعيات مستعملي المياه لأغراض زراعية وكذا تنظيم عمليات التنقية المتعلقة بالأشغال الفلاحية وخاصة موسم جني التمور.

ويبقى دور وتدخل مختلف المؤسسات والمصالح الإدارية المعنية بالواحات يهم البرامج والمشاريع الجماعية والتي تهم الواحات كمجال ترابي أولا وكمنظومة بيئية يجب الحفاظ عليها والعناية بها. وفي هذا الإطار وبتوجيهات ملكية سامية تم احداث الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان   ANDZOA والتي تقوم وفق القانون التنظيمي لمهامها على اعداد وضع برنامج شامل للتنمية على مستوى مناطق تدخلها وذلك بتنسيق مع السلطات والقطاعات الحكومية والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني. واستراتيجية التدخل تهم ثلات محاور وهي المساهمة في الرفع من البنيات التحتية الأساسية وخاصة الاجتماعية من فك العزلة، الماء الصالح للشرب والكهرباء، التعليم، الصحة والرياضة والثقافة وبالتالي الرفع من جاذبية المجال. المحور الثاني ويهم المساهمة في تحسين تنافسية مناطق تدخلها وهنا الواحات من الجانب الإقتصادي المبني أساسا على القطاعات المهمة وذات فرص كبيرة لخلق الثروة والتشغيل وهي الفلاحة، السياحة، الصناعة التقليدية والمعادن. والمحور الثالث ويهم الحفاظ وحماية الموارد الطبيعية وخاصة المياه والتربة.

ويبقى الإلتزام الفردي والجماعي لسكان الواحات السبيل الأهم للحفاظ على واحاتنا. ومن هنا نداء لجميع الفاعلين للرفع من التعبئة والوعي للمساهمة جميعا في المحافظة وحماية واحاتنا.

وفي إطار الحملة التحسيسية الواسعة التي اطلقها الموقع الالكتروني "جديد أنفو" لحماية الواحة من الحرائق وذلك تحت شعار "احذروا مسببات الحرائق بالواحة" رافقت كاميرا الجريدة احدى قوافل "لنحمي واحاتنا" وانجزت الربورتاج التالي (الفيديو 2)