زايد جرو - الرشيدية /جديد انفو

العنف شكل من السلوكيات القهرية للتعبيرعن الرغبة في السيطرة على الاخرين او تعذيبهم بالعنف اللفظي او الجسدي أو االنفسي أو الاقتصادي وقد كثر الحديث عن تعنيف الرجال للنساء وتناسلت جمعيات متعددة للدفاع عنها كما كثر الحديث مؤخرا عن تعنيف النساء للرجال فظهرت جمعيات ايضا  للدفاع عن الرجال وقل ّالحديث  بشكل كبير عن تعنيف النساء للنساء واثرذلك على المحيظ الاسري والعائلي والمجتمعي .

العديد من الجمعيات تشتغل على تعنيف الرجال للنساء  وتنفق اموال طائلة في هذا التوجه الحقوقي بمساهمات هيئات وطنية او دولية فانكمش الرجال وخف الى حد ما ذاك العنف الجسدي وحتى اللفظي والتحرش الصادر من الرجال في الشوارع والفضاءات العامة  واصبحت العديد من النساء جرّيئات في الحديث مع الرجال في امور الحياة العادية فتجنب الرجال اي احتكاك او اقتراب او مواجهة لفظية مع المرأة لان الامور تعقدت في الحياة المجتمعية واليومية في العمل والشارع خوفا من التهم وقل الحديث معهن في المناسبات التي تستوجب نوعا من اللمة الاسرية فانعزل الرجال وانعزلت النساء ومنهما من يبحث عن المتعة والدفء خارج الاطار القانوني  وانعزل الاطفال  وعزف الكثير من الرجال عن الزواج خوفا من المواجهة والجراة الزائدة وكل يحفر في هاتفه الذكي لساعات دون ان  يدور اي حديث مشترك بين الاسرة.

الموضوع المثير والذي يقل الحديث عنه هو عنف المراة ضد المراة في الوسط الاسري او في العمل المتجلي عند الكثير من النساء اللواتي تشغلن خادمات سواء صغيرات او كبيرات اومتوسطات في العمر فتقبلن على نوع المعاملات اللاانسانية وارغامهن على الاعمال الشاقة من الصباح حتى المساء تحت وطأة الفقر، وحتى الأكل الذي هيأته لا يمكن ان تجلس مع الاسرة لاكله معهم  ولا يمكن لها الحديث مع الرجل الزوج او الابن داخل البيت  لانهم الاسياد بل لا يجب ان ترتدي نوعا من اللباس او تظهر جمالها واحيانا  يتم اختيارها اقل جمالا او من لون اخر ولا يجب ان تجلس في الصالون لان مكانها في المطبخ اضافة الى الكلام الساقط فتحرم من زيارة  اسرتها ولا تغادر البيت الا ليلا ولا يهم من سيوصلها لبيتها والأجر الزهيد والمتأخر احيانا ولا يتم دفعه مرة واحدة واحيانا تقطع السيدة شعر الصغيرات او تكوي يدها او ساقها او وجهها  والكل  يتابع ما ينشر في الجرائد و تصل المشادات احيانا الى المحاكم من خلال اتهامات بالسرقة وغيرها وذاك نوع من العنف الذي التي تمارسه امراة ضد امراة.

عنف المراة ضد المراة يزداد تعقيدا حين تعنف الزوجة ام الزوج باشكال مختلفة حيث يصل الامر الى طردها من البيت او ينتهي بها المطاف بدار العجزة ولنا الادلة الكثيرة من خلال البرنامج التلفزيزني ' لحبيبة امي ' الذي يعرض مشاهد مؤلمة امام أعين الرجال الذين يتهربون من الخوض في الموضوع فيضحي بالام لتستمر الحياة او حين ترفض المراة العيش بين اخوات الرجل في بيت واحد او يتم طردهن واحدة تلو الاخرى دون التفكير في العواقب وقد ينتقل العنف من زوجة اخ ضد زوجة الاخ الاخر او الزوجة الاولى ضد الثانية او الثالثة واحيانا الرابعة  او عنف الام ضد الزوجة فيكون الاطفال ضحايا هذا العنف فينتقل الصراع من النساء للرجال ،وقد تتعقد المشكلة اكثر حين اقبال المراة الام اوالزوجة او الاخت او احدى القريبات من الوسط الاسري او العائلي  على التعاطي للشعوذة والمساس بصحة الام او الاخوات او الزوجة  ولا يتم الحديث   عن هذا النوع من العنف  الا عبر لقطات مشهدية عابرة.

الجمعيات التي تشتغل على العنف ضد النساء من الضروري ان تشتغل على عنف النساء ضد النساء  لكثرة تداوله وانجاز  بحوث  واحصائيات و مقابلات وبرامج  منظمة للوقوف على  هذا النوع من العنف والاثار التفسية والجسدية و مشاعر العار و الخجل  والصمت لدى الرجال امام هذه المشاهد المقيتة الصادر من نساء مثقفات احيانا او من نساء من  وضع اجتماعي لائق او من نساء انفسهن تشتغلن على ملفات حقوقية وجمعوية  وتمارسن ذاك العنف في البيوت او في العمل   لان العنف جريمة سواء من قبل الرجال أو النساء ومن الضروري توحيد الجهود للحد من هذه القضية بل لا بد من  المزيد من الدراسات مع عينة كبيرة من النساء من  أجل التمكن من القضية ومعالجتها دينيا وتربويا وحقوقيا  واجتماعيا وانسانية.