زايد جرو- تنغير / جديد انفو

الفنان محمد الزياني من تنغير فوق فراش احدى المصحات بالدار البيضاء وقد اجريت له عملية جراحية بالقلب هذه الايام  والحمد لله  كللت بالنجاح، اعطى للفن من قلبه ومن ممتلكاته الروحية واظهر من خلال لوحاته ما لم يستطع ان يظهره في حقيقة عيشه .. في قلبه شتاء تمطر وفي شتائه ربيع نابض ،ولم يتذمر بالقطع لشوك الورد مادام معتقدا بان فوق الشوك وردة يجنيها ليقدمها هدية لكل العشاق ...عشق بلدته تنغير حتى الجنون فاق فكرة الزمن وحجم الاشتياق ..

كتب على جداره عبارات اوقفت كوثر الدم في شرايين عشاقه وعشاق اصالة فنه فقال ' :أيها القلب تراكمت فيك اشياء كثيرة، إيقاعك يختال ونغماتك المبعثرة ،تحتاج إلى أنامل تضبط إيقاعاتك غير المنتظمة ...غادرت بلدتي المحبوبة تنغير، نحو مدينة المصحات الكبرى والأطباء بالدار البيضاء، وتركت كل شيء ...أوصدت باب المرسم، وهجرت اخر لوحاتي ولم يجف دمع لونها بعد ، تركتها غير منتهية ...حتى اعود إليها مجدد ؛ فقد حان موعد الذهاب. ...قلبي ممتليء بالأحاسيس الراقية والعوطف النبيلة والحب لكل الناس.. تعب في النهاية ...ربما سيتوقف هذا القلب عن الخفقان.... أتمنى أن أعود إليكم ....لأتمم ما بدأته من أعمال فنية ومشاريع إبداعية كتمتها بداخلي الى حين ، اترك لكم ذلك الإرث الثقيل، فيه تجربة اكثر من أربعين سنة متواصلة من البحث في مجال الفن والإبداع. ..إلى اللقاء إن كان لي في العمر بقية ..أرجو الا يتصل بي احد خلال هذه الأيام ... سلامي الى كل عشاق الفن'.

هي عبارات حزينة ومحزنة ولم يتحدث الفنان عن ارث مادي من عمارات وبنايات واموال سيتصارع عليها احفاد اوديب الضرير بل ترك فنا لعشاق الفن للفن.. ما اجملك وما اروعك ايها القلب العظيم ..

ولم ينس الفنان الزياني وهو بالكاد يتنفس ان يقدم اعتذاراته  لكل قلوب الناس التي منحته الجنسية والوطن والموطن قال: '  اعتذر لكل الأصدقاء والأحباب، الذين اتصلوا  بي ولم اجبهم ، لقد ازدادت محبتي لكم ، لأني لا اريد أن أجيب اي احد والقلب متعب مريض، حتى اتعافى وانا بقلب سليم ... من القلب شكرا لكل من دعا لي بالشفاء أو تذكرني باتصال في فترة مرضي فلا أجد تعبيراً يليق بكم ولا أمتلك كلمات تستحق ان تهدى اليكم ، فأنتم من تزرعون الحب في وانتم المحبة الحقيقية، لا أراكم الله مكروها... شكرآ جزيلا لكل من واساني... ولكم كل الود والاحترام والتقدير ..أعجز عن شكر كل من وقف معي فترة مرضي وشاركني الامي واحزاني ودعا لي بالشفاء..كل ذلك أثلج قلبي ومنحني أملا . . مودتي ومحبتي لكل من نشر على حائطه في هذا العالم الأزرق  كلمة عشق وود ..كلماتكم اطعمت روحي بإكسير الحياة ومنحتني إرادة أقوى ونفسا جديدا ،جعلتني أنسى اني مريض.. سأعود إلى الحياة مجددا بعد ان أجريت لي عملية معقد جدا، دامت أكثر من خمس ساعات تحت تأثير تخدير متوسط ،يعني اني كنت أشعر بالألم الحاد  وانا في استسلام لأيادي أطباء مختصين رحماء '.

انا كفنان احس دائما أن للناس حق علي  فحب الناس ليس له مثيلا وليس له ثمن ..ازداد حبي لكم أكثر من الأول،لقد عرفت أن لي في الدنيا احباب.. بكلمات نابعه من صميم قلبي أسطر لكم أجمل عبارات الشكر والتقدير الاحترام والتقدير.... احبكم جميعا '

أي كلام اعذب واجمل مما قال وهو على فراش المرض يوزع الورد لكل المارين والعابرين من هنا وهناك، وهي رسائل للقلوب الصغيرة التي تعتقد  جازمة  انها تعرف اشياء ما عن اشخاص  لكنها فعلا لا تعرف عن قلوبها  شيئا. أسأل الله الواحد الأحد أن يذهب حزنك ويبدله بالفرح والسعادة، وأن يشفيك ويعافيك ويرفع عنك وعن الجميع البلاء  ، هنيئا لنا بك وبامثالك تعثرت قدرا فانكسرت الحياة تواضعا لتهدي لك باقة ورد ..فما انبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه من ان يردد  اناشيد المطر مع قلوب اطفال تنتظر طلة عروس العطاء بين اشعة زاهية وقطرات مطر تزهر بها حياة جديدة بين طقوس الاستمطار ..بالشفاء ان شاء الله.