زايد جرو - الرشيدية / جديد انفو

صدر للدكتور والباحث  المغربي ' محمد كمال ' عن  دار بصمة لصناعة الكتاب مؤلف  تحت عنوان ' قبيلة ايت خباش  اول من رفع السلاح في وجه المحتل الفرنسي واخر من وضعه 1882 - 1938 .' وهو دراسة تقف على صفحات مقاومة قبيلة ايت خباش العطاوية المغمورة والتي يجهل عنها المغاربة الشيء الكثير حسب ذات المؤلف، نظرا للتعتيم الذي فرض على المقاومة المسلحة القبلية على مستوى المناهج الدراسية ،وكذا وسائل الاعلام خاصة ..حيث يبين الكاتب  من خلال هذه الدراسة أن هذه القبيلة  حملت مشعل مقاومة القبائل المغربية ضد  التدخل الفرنسي منذ ظهوره بالتخوم الحدودية ،وخاضت معه معارك طويلة امتدت لسنوات تقدر ب 56 سنة من المقاومة من 1882 الى 1938.

في تقديم للمؤالف نقرأ سردا تاريخا غنيا بالمعارف التاريخية الناذرة عن قبيلة ايت خباش بمرجعيات تاريحية لباحثين مرموقين ينحدرون من الجنوب الشرقي ، حيث ابرز ان مقاومة القبيلة لم تحظ بالمكانة التي تستحق من المؤرخين والكتاب نظرا للتعتيم الذي لف المرحلة والذي فرض على المقاومين رغم حسهم الوطني الاصيل  لصد العدوان الفرنسي لخبرتهم بالمجال الجغرافي لتخوم الجنوب الحدودي ولكونهم محاربين استنادا على كتابات  جورج سبيلمان حيث يقول : ' يعتبر ايت خباش محاربين ممتازين زاهدين في المأكل والملبس وصبورين ولذلك فهم جياشون مشهورون ' ص 16 من الكتاب.

ويضيف صاحب المؤالف ' ولم يستطع المخزن المركزي ردع قبائل ايت خباش وتخليص ساكنة القصور من تهديدهم المسترسل ،مما دفع  ببعض القصور الى ابرام عقود اتفاقيات مع ايت خباش مقابل حمايتهم واداء اتاوات منتظمة الى درجة تنازل سكان القصور بتافيلالت عن جزء من ممتلكاتهم مقابل حياتهم وهذا ما حدث مع ساكنة قصر مزكيدة من شرفاء وعرب ودفعهم مضطرين الى عقد تحالف  مع ايت خباش بغية الامان من شر هجمات ايت ياف المان ، وما زالت الوثيقة الى اليوم شاهدة  على الحدث تحت اسم ' العطية ' مقابل الحماية .' فهم يحتقرون الجميع نظرا لبسالتهم في الحروب وروحهم القبلية ووحدة احساسهم بالتفوق الاجتماعي على العرب والحراطين ولا يترددون في استعمال القوة '  ص 18 من الكتاب.

وفي إهداء من الدكتور محمد كمال قال : الى روح الشهداء الأبرياء العزل الذين حصدهم الرصاص والاسلحة الفرنسة في الفيافي والصحاري فضحوا بحياتهم قربانا من اجل الحرية والاستقلال وما توا لكي نحيى نحن .

ويضيف ' الى روح الذين حملوا السلاح فوق اكتافهم وهي بنادق تثور ضد الغزاة الفرنسيين لكي نحمل نحن اليوم القلم ومشعل العلم والمعرفة ..

الى الذين استرخصوا دماءهم الزكية في سبيل الوطن دون ان ينتظروا من احد معروفا او مقابلا.'

الكتاب يقع في 131 صفحة غنية بالمعلومات والمعارف  التاريخية والمراجع القوية وملحق خاص  بالوثائق ، وهو جدير بالقراءة واضافة نوعية للمشهد التاريخي والفكري والانتروبولوجي بالجنبو الشرقي ،والامل كبير ان تنظم لقاءات فكرية بالجهة لمناقشة وإغناء المؤلف واعطائه ما يستحق من العناية حتى لا تضيع مضامين الكتاب ،كما ضاع الاهتمام بقبيلة ايت خباش وتاريخها ومقاومتها تناسيا او نسيانا او تجاهلا  اواديولوجيا . والكتاب نسخه موجودة بمكتبة مرزوكة بارفود.

معلومات عن المؤلف الدكتور محمد كمال تجدونها في الدفة الثانية من المؤلف اسفله