أغلب المكاتب المحلية والاقليمية للأحزاب المغربية المتواجدة بالرشيدية تجدها شبه ميتة وغائبة ومجمدة طوال السنة.. لا لقاءات, لا تأطير, لا تكوين, لا ندوات, لا تواصل.. لا شيء اطلاقا.. الأمر يعني حتى احزاب التحالف الحكومي التي يفترض فيها أن تنظم لقاءات تواصلية مع المواطنين لشرح الاجراءات الحكومية التي لا تصل بالشكل الواضح لعقول المواطنين..

فباستثناء حزب العدالة والتنمية الذي يشهد لها العدو قبل الصديق بحركيته وتواصله الدائم مع المواطنين عبر الندوات واللقاءات والابواب المفتوحة وصفحات الفايسبوك والمواقع, فان بقية الاحزاب لا تتحرك الا باقتراب المواعيد الانتخابية..

وبما اننا على مشارف موسم انتخابي ساخن.. سنلاحظ التدفق الغريب لمقالات الرأي السياسي لكتاب مجهولين يضعون اسماء مستعارة او مقالات لا تحمل أية أسماء.. واخبار تضرب هنا وتقطع هناك بهدف تسجيل الأهداف في الوقت البدل الضائع..

سنلاحظ المؤتمرات, والمهرجانات الخطابية, والندوات والمحاضرات والمشاركة في الاضرابات والاعتصامات والاحتاجات, سنشاهد وجوها انتخابية لا نراها الا في مثل هذه الانشطة..

فهل هذا هو سقف الممارسة السياسية في اقليم الرشيدية ؟! وهل الانتخابات هو المرادف الوحيد للممارسة السياسية بالنسبة لمرشحي الاحزاب المغربية بالاقليم ؟ أم ان السياسة تتعدى الانتخابات الى ما هو سلوك وممارسة وانخراط دائم في الشأن المحلي والحكومي من خلال التأطير والتكوين والتواصل وتوجيه الرأي العام ؟

أعتقد بانه لا يحق لنا ان ننتقد المواطن الذي اختار نبذ السياسة والسياسيين, وان لا نستغرب لكون السياسة ضحية الفهم القاصر والمبهم للعديد من المواطنين الذين يعتبرونها مرتبطة بالشيطنة والفساد والنفاق والمصالح الشخصية الضيقة فقط..