سنة أخرى مرت على قرانا المنسية تاركة حقائبها المحملة بالتهميش و الإهمال و النسيان، فالأعوام عندنا لا تغادر و إنما هي ترحال و تغيير في التاريخ فقط أما الحياة بما فيها من بؤس و شقاء و بدائية فهي نفسها، علما أننا كنا نأمل أن تأتي السنة الجديدة محملة بتغيرات ومواقف و بشائر تزيل البؤس و الظلام الموحش على جبين ساكنة قرانا المنسية، لكن هيهات أن تتحقق الأحلام ما دامت خفافيش الظلام وحيتان الفساد تجثم علينا ، وبهذا نتأكد أن بداية كل سنة جديدة بقرانا المنسية لا ترتبط بالتاريخ و إنما بمدى قدرتنا على التغيير والمطالبة بحقوقنا،و الكفاح من أجل بدئ مرحلة جديدة في حياتنا،فالساكنة تتشبث للسير قدما وكيف لا و هم مواطنون جبلوا على الحرية ،وترعرعوا في كنف الدموقراطية فيما بينهم،ساكنة اعتادت على الشموخ وصعود سلالم المجد والكفاح،فلماذا تستكثر علينا الأيادي الآثمة أبسط حقوقنا التي أصبحت مطالبا في زمننا هذا؟ لماذا تكسير المجادف و الحرص على عدم وصولنا لبر الأمان؟.

و الله خزي و عار أن تخط أقلامنا حياة البؤس و الشقاء عن شعب أبي ناضل بالغالي و النفيس و قدم أرواحه قرابين من أجل نيل مغربنا استقلاله و العيش بين أحضان الحرية و العزة و الكرامة.أية حرية و قد قُسم المغرب لمغربهم و مغربنا؟أية عزة وكرامة و فلذات أكبادنا و بنو جلدتنا يموتون كل يوم ألف مرة؟.

أتفق مع القراء الذين سيقولون بأن كل بلد يحتضن طبقة فقيرة،لكن لا ثم لا ففي مغربنا بلغ السيل الزبى لأن ساكنة القرى المنسية ساكنة مجدة ذات كفاءات ولها خيرات وبسواعدهم أيضا يزدهر المغرب ،فلماذا التهميش الممنهج، و نهب الخيرات، و نهش لحومنا و رمينا عظاما؟القرى المنسية تستحق أيضا التنمية و المشاريع التي نسمع عنها في مغربهم.


فإلى متى سيظل أنيننا بصوت خافت؟ وكيف سنتذوق طعم الاحتفال بسنوات جديدة تمضي و حالنا يزداد تهميشا و بؤسا؟أخشى أن تعيد هذه السنة نفس ما مضى في الأخرى ولا تلامس صرخاتنا أية ضمائر حية و تضيع في مهب الرياح كما ضاع تاريخ أجدادنا معها .

قرانا المنسيــــــــــــــــة في خطـــــــر فمن المخلــــــص المنتظَــــــــــــر .