هل يستحق مغربنا أن يُنعث بكونه بلدا مستقلا؟ أي استقلال نتحذث عنه و الأيادي الآثمة تعيث في مغربنا فسادا، ويتعاملون معنا كالحشرات الضارة؟ أي استقلال هذا الذي لازال يجعلنا تحت سيطرة ضغوط أجنبية و خوفا من قوى خارجية؟ أليست هذه الوثيقة التي تقدم على أساس أن من خلالها حصل المغرب على الاستقلال تحريفا للحقيقة التي تتلخص في التضحيات التي قدمها أبناء هذا الوطن في مقاومتهم للمستعمر؟ صورة الاستقلال تحولت في عصرنا الحاضر و انقلبت إذ صار مستعمروا الأمس حريصون على كرامتنا و حياتنا، فمن يزور القرى المنسية بالمغرب العميق غير الجمعيات و المنظمات الدولية ومن يحن لحالهم غير الشعوب التي قاتلناهم سابقا دفاعا عن استقلال مغربنا، هانحن الآن و في عصرنا الحاضر نكتشف أننا لازلنا مستعمرين و أننا نعيش تحت أضخم و أكبر كذبة سميناها بالاستقلال ، كذبة ساهمنا في تثبيت جذورها و كنا أظلم شعب نكتوي بنارها فعن أي استقلال نتحدث ؟؟؟؟؟ .


إن يوم الاستقلال الحقيقي بحاجة منا إلى عزم قوي على التغيير الجذري، و أول هذا التغيير سيبتدئ بتحقيق استقلال أفكارنا ومواقفنا وقراراتنا، فإذا فعلنا ذلك سنبدأ رحلة الصعود نحو الاستقلال الحقيقي، إذ التبعية السياسية و غياب القرار المستقل هما المشكلتان العويصتان في عصرنا هذا، فثقافتنا غربية و لغاتنا أجنبية ووظائفنا و إداراتنا تعتمد على دراسة أجنبية، و اعترافنا بالأجنبي يكون دائما على حساب المواطن المغربي، قس على ذلك ثرواتنا التي تُصدر بأبخس الأثمان و بجودة عالية، في حين نحن نستهلك الرديئ منها و بأغلى الأثمان، هل تُعامل جاليتنا بنفس المعاملة التي نعامل بها نحن الأجانب؟ متى سنظل نعيش تحت كذبة الاستقلال، والمواطن المغربي يعيش في استغلال...

إذن فهذه صورة مقتضبة عن الاستقلال الذي نحتفل به في كل سنة و خصصنا له عيدا، استقلالنا مزيف و أنا من الأشخاص الذين يعتبرون أننا لم نتحرر قط ،بل استعمار الحاضر أشد قتلا من الاستعمار الذي واجهه أجدادنا ببسالة في الماضي .

المغرب وطن يعيش داخل مواطنيه إلا أن المواطن المغربي لا يعيش داخل المغرب...
فكل عيد استغلال و أنتم بألف خير.