محسن الأكرمين - مكناس / جديد انفو

اليوم لم يمتقع لون المغاربة من نتيجة إقصائيات الدور الأول لكأس إفريقيا للأمم، لم يتعجل منتخبتا الوطني بالعودة إلى مطار محمد الخامس بالتقصير، اليوم تحركت وطنية مشاعر الشعب المغربي بالنتيجة الايجابية بالهتاف الجماعي والتعبير عن سعادة الحال. كل القلوب والوجوه فرحة بعد أن ضمن المنتخب التحول إلى الدور الثاني من المنافسة الكروية الإفريقية، فمنذ سنة (2004) والمغرب كبواته مدوية.

الآن فرح، ولعب الشعب بمنبهات السيارات جميعا، لكننا بالمقابل في السياسة نعيش أزمة مستديمة أي "من 56 ما شفنا والو، تكلموا على الخير ما شفنا والوا " . وانطبق قول "ماشفنا حكومة" نعم هناك من نسميه سيد "البلوكاج " حضوره قوية بشروط  إنشاء أغلبية داخل أغلبية حكومة "انتهى الكلام" .

كيف لنا مقارنة اللعبة السياسية، ولعبة كرة القدم؟.  فالسياسة والكرة سيان في الهدف ، وشركاء في تدبير اللعب، وتصريف خطة الربح، وتكتيك استراتيجي يجري بين محركي خيوط الدوائر الكبار في ملعب كراكيز صغار اللاعبين.

هنا ممكن الرجوع إلى وضعنا الحالي بوصف سرعة تحرك السيد ابن كيران أثناء الحملة الانتخابية قد أنهكت قواه وأخذت منه كل الجهد. والآن، استقر به الرأي على فرملة حد سرعته، فالدرك في الطريق السيار قد نصَب شروط السرعة المحدودة،  وقوانين صارمة في وضعيات الدوبلاج.

لنعد إلى كرة القدم التي توحد حال فرحة المغاربة،  ونقول أن الشعب قد قهره الغلاء، أن الشعب يعيش الحكرة يوميا بعد يوم في عدم وجود الشغل وموارد العيش، لذا فالنتائج الايجابية للمنتخب المغربي تدير دفة الاكراهات والاختلالات المعيشية بالتناسي والتجاهل، وتحط على الوجه قناع الفرحة بالتلهي اللحظي، ونسيان كبس محقنة الزيادات بالشدة على المجتمع.

ابن كيران " ارتاح... ارتاح...ستواصل المشاورات " هو الشعار الموسمي الذي يمكن رفعه بعد عودة رجل الساعة إلى الوطن،  فالدستور لم يحدد الفترة التي يمكن أن يستهلكها الوزير الأول المعين للمنصب قبل أن يسحب البساط من تحت قدميه، ولحكومة تصريف الأعمال، أن تصرف أعمال المغاربة وقرارات الدولة إلى حين.

الكرة تفرحنا وتلم شملنا جميعا، فيما السياسة تقهرنا قراراتها وتفرقنا شيعا وقبائل بالتنابز والتغامز، فاللعنة على السياسة والسياسيين الذين لا اعتبار لهم لأولويات الوطن. سياسيون لهم الوطن بالبلقنة اللونية وتقسيم الوزيعة وشفط الخيرات، فيما المواطنة تبقى وحيدة منعزلة عند الشعب المقهور،  ويصيح  بها فرجا في فوز المنتخب الوطني.  هي ذي خريطة الطريق الملتوية للسياسة الحديثة بالمغرب. لنفترض أن الفريق الوطني ربح الكأس، ولما لا،  وبالتوفيق إن شاء الله. والله سينسى المغاربة هل شكلت الحكومة أم لا؟ ومن هم وزراء حكومة تصريف الأعمال؟.

سماء تشكيل الحكومة لا تتسع لشياطين السياسة الجدد والقدماء كافة، لا تتسع للمارقين بالقول والنقد وشد الحبل وخلق المطبات، بل هي سماء تحفظ للحظوة المناصب بالأغلبية، وتلحق بالشهب كل من يريد سرقة اقتسام حكم من أقره الشعب.