لم تفلح وصلات الحملات التحسيسية في الحد او التقليل من عنف الملاعب الرياضية ، بل الشغب الرياضي داخل أو خارج الملاعب الرياضية  في تزايد مستمر ... انه الحقد الرياضي الذي استوطن قلوب المناصرين لكل فريق رياضي ... كره مرده استحضار حالة الاحتقان الاجتماعية التي يعيشها الشباب المغربي ، لا أريد أن أجد تسويغا مبررا للعنف ولكننا نلحظ حالة الاحتقان النووية في الشارع المغربي والقابلة للانفجار في اية لحظة  ...

حالة "اللا- أمن " التي تعرفها المدن المغربية اثناء اجراء المقابلات الرياضية وخاصة التي تحمل بين طياتها حساسية بين المدن " ديربي " اوبين نتائج الفرق ... الحق اقول فتحية اجلال وتقدير لعناصر الامن الوطني والقوات المساعدة والدرك الملكي في تحمل ثقل شغب مناصرين - " متطرفين "- رياضيا ... لكن لنكن  اكثر مصداقية مع انفسنا ومع عامة المغاربة فالحلول التي تم تنزيلها من طرف القيمين عن الشأن الرياضي لن تجدي نفعا ، لأن العنف الرياضي استوطن في نفوس المناصرين " وكأنهم في غزوات متتالية  بين المدن المغربية " ...

العوامل المشعلة لظاهرة عنف الملاعب كثيرة هي ، فمنها التربوي في نمذجة كثلة المناصرين رياضيا ، واقصد بها " الشريحة الاجتماعية " المرافقة للفرق الوطنية، فجلها تفتقد الى رصيد تعليمي يحصنها من الانخراط في الشغب ، فضلا انها تنساق بالعاطفة دون استعمال العقل والمنطق في قياس الاعمال ، ثم ان بنيتها العمرية " الصغيرة " تجعلها انفعياتها اشد وقعا دون التفكير في العواقب ... فيما الحمولة الثقافية تكون غير تامة النضج نتيجة التسرب المدرسي او الى المرجعية  الانتمائية الاجتماعية الهشة ... الاسباب غير محصورة العدد ،لكننا لن نقفز عنها كمسببات اولية لشعلة العنف الرياضي ... فاذا ما خبرنا الاسباب بالتمام والكمال فيمكن ان نوطن لها حلول اكثر واقية ودون الاكتفاء فقط بالردع القانوني اوالتحسيس عبر وصلات اشهارية يتيمة وموسمية ...

الابعاد الخطيرة لعنف الملاعب فوضاه تصرف في الشوارع وكأن الامر تمرد تام عن قيم المجتمع المغربي السلمي بطبعه ... كل الاسلحة مباحة ...كل انواع المخدرات تستهلك ... كل الالفاظ الخادشة للحياء تستعمل وبكثرة داخل الملاعب وخارجها ...انها ازمة التشجيع والتي تضاف الى اخفاقات الرياضة المغربية ، ازمة جمهور لا يمتلك سلوكا مدنيا ولا حسا وطنيا ...

القيمين على الرياضة والشباب في غفلة تامة عن ما يكابده رجال الامن في تصريف مقابلة رياضة بأقل الخسائر ... وكأن يوم الاحد بالنسبة لأطر الامن اصبح كفارة لابد منها في تأمين سلامة المدينة بشموليتها ... وحسب بعض الافادات فان ساكنة المدن المغربية اصبحت تحمل كرها للمقابلات الرياضية ،انه واقع نعايشه اسبوعيا في مدننا المغربية ...

 فإذا كانت الحسنة الاولى لإعلامنا هي تقريب المواطن المتتبع للشأن الرياضي من اجواء المقابلات ونقلها فانه بنفس الوقت يدفع بالتعصب وزرع الفتنة بين الاندية والجماهير .لا اخفيكم القول فإحساسي التام بالغبن وأنا اتابع التعليقات الرياضية لصحافيي القناة الرياضية او القناة الثانية...  وكأن بالمغرب غير " الرجاء / الوداد /الجيش ..." ومع احترامي التام للفرق المذكورة فان المعلق من بداية المقابلة وهو في انحياز تام لهم وينتظر فوزها بغير صبر ، ولتأكيد مذهبنا هذا يمكن الاستماع الى المعلق على المقابلة الاخيرة بين " الوداد / والكوكب المراكشي " حيث فقد صوابه وصرح بما معناه " ليست بنتيجة التعادل تحصل الوداد على البطولة ..." لله فالأمانة الرياضية هي الانصاف بالنقل وترك العواطف جانبا في الرف فمغربنا هو في انصاف فرقه الرياضية  التامة بمعادلة عدم الانحياز ....

اما جامعتنا الموقرة في " شوهة " جمعها العام وعنفها الممارس بالأيدي والألفاظ النابية اصبحت غير مؤهلة للإفتاء في عنف الملاعب ، فحري بها الصمت في هذه المواقف لأنها منبت العنف والاقتداء ...

ان اعتماد مقاربة وطنية شاملة من حيث التربية السلوكية وإرساء الوعي ثم تفعيل القانون بحزم لهي البوابات الكفيلة بتنظيم المناصرين وفق حب الفريق وحب الوطن بشموليته ...