زايد جرو – تنغير / جديد انفو

يأتي اللقاء الجهوي  الثاني الذي نظمه المجلس العلمي المحلي في  موضوع :" التراث مصدر حياة أمة"، احتفاء وتقديرا وتبجيلا للفقيه، العلامة محمد المهدي بن العباس بن اسماعيل الناصري، صاحب كتاب" نعت الغطريس" والمولود بمدينة تنغير، ضمن اهتمامات المجلس ،بأعلام وأقطاب العلم والدين والتصوف بالجنوب الشرقي، للتحسيس بأهمية التراث الثقافي اللامادي، وتعزيز الوعي بأهمية حمايته وصيانته من أخطار النسيان والزوال والتدميروالتجاهل،والدعوة لإيجاد فريق عمل من المتخصصين  لإعادة الاعتبار لشيوخ المنطقة، الذين ساهموا بشكل كبير، في الاستقرار النفسي ،والروحي للساكنة، زمن  غطرسة الاستعمار وحلفائه وخلفائه .

وقد حضر اللقاء العلمي الديني ،الذي انطلق يوم الأربعاء 22/10/2014 على الساعة العاشرة صباحا ، والذي سيستمر لمدة يومين ،عامل الإقليم ، ورئيس المجلس العلمي المحلي، ورؤساء المجالس العلمية لورزازات وزاكورة والرشيدية وأزيلال، ومندوب وزارة الأوقاف ،ورئيس المجلس البلدي، وممثل عن المجلس الإقليمي، ونائب وزارة التربية الوطنية ،ومجموعة من القيمين الدينيين،ورجال التعليم والأمن والسلطات وجمعيات المجتمع المدني ومنابر إعلامية مختلفة... 

 كما حضر اللقاء نخبة من الباحثين   والمهتمين بالشأن الديني والتراثي ،للحديث عن الشيخ  محمد المهدي بن العباس بن إسماعيل الناصري الفقيه المالكي  ذي الأصل التنغيري وهومن حفظة القرآن الكريم، تلقى دراسته الأولية على شيوخ الزاوية الناصرية، كالهاشمي المدغري، وانتقل إلى جامعة القرويين بمدينة فاس ، فدرس علوم الشريعة واللغة، على يد شيوخها أمثال: ابن الخياط، ومحمد الكتاني، والمهدي الوزاني، وتخرج منها  ،وعمل معلما بالزاوية الناصرية، فدرس علوم الشريعة والتصوف وحرص على التأطير الشرعي ،لكل القضايا والأحداث والوقائع التي استحدثت في المنطقة زمن الاستعمار ،وكان مؤيدا  لسياسة الكلاوي الذي استدرجه  وسخره  ليثبت قدمه في الحكم  ،ليتم نفي الفقيه لاحقا  بعد توتر علاقته بسلطة المخزن إلى منطقة تلوات حتى وفاته،  في فاتح مارس سنة 1929م ، تاركا إرثا ثقافيا  تعرض للتلف والضياع كسائر مؤلفاته، التي لم يبق منها سوى القليل الذي ورد في كتابه "نعت الغطريس"وله مؤلفات عدة، منها: الرحلة الزاهرة في أخبار درعة العامرة ، ونيل الأمل فيما مضى للشرفاء من دول ،وإضاءة الأدموس  ورياضة الشموس في اصطلاح صاحب القاموس... 

افتتح اللقاء  كان بآيات بينة من الذكر الحكيم تلتها:كلمة عامل الإقليم ورئيس المجلس العلمي المحلي لتنغيرورئيس المجلس العلمي المحلي لزاكورة وكلمة المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية.

بعد الكلمات توالت المداخلات العلمية التي ترأسها رئيس المجلس العلمي المحلي لأزيلال الأستاذ محمد حافظ  وكانت على الشكل التالي :

* سيرة محمد المهدي الناصري ودراسة كوديكولوجية لبعض مخطوطاته (ذة): غيثة ناصر الدين.

* الأبعاد العلمية في شخصية محمد المهدي الناصري(ذ): خالد نصر الدين

* الآراء الفقهية عند محمد المهدي الناصري- (ذ): يوسف فوزي

*الجانب التاريخي في "نعت الغطريس"(ذ):أحمد موعشى

وستستمر الندوة  يوم الخميس وسيترأسها الأستاذ  عبد الرحمان المتقي (رئيس المجلس العلمي المحلي لزاكورة) وستكون المداخلات على الشكل التالي :

*قيمة الزاوية الفرع من قيمة الزاوية الأم .(ذ):المهدي الغالي

* التصوف عند المهدي الناصري من خلال كتابه نعت الغطريس (ذ): عبد العزيز أيت المكي

* الجوانب الأدبية في فكر محمد المهدي الناصري (ذ): مولاي احمد إدريسي

* التجربة الشعرية عند العلامة محمد المهدي الناصري بين الإبداع والاتباع (ذ):مصطفى الأنصاري

* تلاوة نص البرقية المرفوعة إلى أمير المؤمنين  والختم بالدعاء

 اللقاء فيه رسالة قوية لكل الباحثين من الجهة وخارجها  لتكثيف الجهود والعمل كل ما في الوسع من أجل استخراج  واستجماع ما يمكن استجماعه من الكنوز العلمية التي تزخر بها المنطقة ،والتي ستساهم لا محالة في إنصاف التاريخ الوطني وتثبيت الهوية وتعزيز الامتداد الديني لمنطقة  درعة تافلالت التي تفاعل فيها المذهب المالكي مع الواقع بأبعاده السياسية والاجتماعية والاقتصادية عبر تشخيص الإرث الثقافي اللامادي لها الذي يعتبر وجها من وجوهها الخالدة عبر الأزمان والأحقاب .