منذ بدأت أعرف شيئا عن الأوضاع التعليمية في المغرب ، وأنا أسمع توالي النكبات لهذا القطاع الذي يعتبر قاطرة التربية و التنمية والحرية .. في جميع بلدان العالم .

في فترة الوزير السابق للتعليم ، والبعيد كل البعد عن هذا القطاع ، لا حظنا قرارات أضرت بالسير التعليمي بدون بديل أو رؤية واضحة إلا إذلال رجل التعليم . العنصر الأساس في المنظومة التعليمية . فرغم سكوته عن الأشباح بل و"تشكل" جدد بادر إلى التشهير بعدد الشهادات الطبية المدفوعة من قبل البعض والاقتطاع من أجور المضربين ولخص مشكل التعليم في " تاحراميات " رجال ونساء التعليم .فألغى "الإدماج " بدون بديل . ووقف 19 أستاذا من أساتذة الإعدادي مع توقيف للأجرة في الرشيدية فقط ، واستأسدت الإدارة على المدرس.. فجاء الخطاب الملكي المشهور ليعلن عن تراجع التعليم ! خاصة في فترة الوفا .

جعجة بدون طحين

عينت النسخة الثانية من حكومة بن كيران . وتحول الوزير الحزبي إلى وزير تقنوقراطي فالسابق في التعليم أصبح خبيرا في الحكامة ! ويقود وزارة التعليم الآن وزيران . وظننا أنه سيعرف قطاع التعليم انفراجا . أو وقفا لنزيف دام لعقود .وتخطيطا يتجاوز التخبط والارتجال الذي وسم الفترة السابقة . ورغم قصر المدة التي قضاها الوزيران للتعليم ، يبدو أن التخبط سيستمر لفترة ، نرجو أن لا تكون طويلة أو دائمة ..
فطريقة التعامل مع ملف 19 أستاذا الموقفين ظلما وعدوانا وانتقاما بنيابة الرشيدية ، وملف اساتذة التعليم الابتدائي والثانوي الإعدادي الناجحين في امتحانات الدخول إلى المراكز الجهوية ، سالكين طريقا للخروج من زنزانة التعليم الابتداي ـ الإعدادي ، وملف الأساتذة حاملي الشهادات أخيرا . يظهر ما يبطنه الوزيران .رغم خبرة أحد الوزيرين في هذا القطاع والمشهور بقولته أن العيب ليس في القاطرة فقط بل العيب في المرآب فهل سيتمكن الوزيران من وضع القطار والقاطرة في السكة الصحيحة وإصلاح المرآب ومن فيه ؟.


ما يلاحظ هو هروب إلى الأمام من مواجهة المشاكل ، ومساومة و استهتار برجل التعليم رجل صانع رجال المستقبل ، ثم ق ق قمع و قمع وقمع وتهديد بالطرد.

لو وقع ربع ما وقع من قمع ، حدث في الرباط يوم 2 دجنبر ثم تكرر عصر5 دجنبرثم 17منه ،في دولة أوروبية لاستقال الوزير حفاظا على كرامته بل ويمكن أن تستقيل الحكومة . لكننا في المغرب يكرم اللئيم ويهان العزيز والكريم ، يستقيل المواطن بل فليرحل إلى ..ولكن لن يستقيل أي مسؤول وكلما مر الوقت وزادت الكوارث تشبث بالكرسي ويرقى.

ينبغي لمسؤولي التعليم في المغرب أن يقرؤوا شيئا من تاريخ المغرب ، في ما يتعلق بحقوق العنصر الأساس في التعليم ، المدرس . ليجدوا سبب تراجع قطاع التعليم في المغرب . هزالة في الأجور مقارنة بموظفين آخرين و إلغاء تغيير الإطار ثم تراجع في الترقية بالشهادة .. و منع لمتابعة الدراسة في الجامعات بمذكرات ملغومة.. وفي المقابل نضخم من آلات القمع للمدرس وللشعب بتضخيم دور الإدارة والأمن ، بل نربط أي شكل من أشكال الاحتجاج بالأمن وإخلال بالأمن ..

المطلوب من كل من له غيرة على البلد أن يستنكر قمع رجل التعليم رجل التربية والتغيير. وعلى كل من ينتسب للتعليم ، أن يستفيق من سباته ،ويقوم بدوره الريادي في التربية والتعليم والتغيير وعلى كل مسؤولي الدولة احترام أي مدرس في جميع الأسلاك فهو الذي علمهم كيف يكتبوا وكيف يقرؤوا ..قبل أن يصبحوا قضاة أو أطباء أو عمداء في الأمن أو جنرالات في الجيش أو الدرك أو خبراء ومحللين، احترموا من كان يصبر على صراخكم في الصغر ويعلمكم القيم فاحفظوا له كرامته وكرامتكم .كرامتكم من كرامته .